سورة الزلزلة - تفسير تفسير النسفي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الزلزلة)


        


{إِذَا زُلْزِلَتِ الأرض زِلْزَالَهَا} أي إذا حركت زلزالها الشديد الذي ليس بعده زلزال. وقرئ بفتح الزاء فالمكسور مصدر والمفتوح اسم {وَأَخْرَجَتِ الأرض أَثْقَالَهَا} أي كنوزها وموتاها جمع ثقل وهو متاع البيت، جعل ما في جوفها من الدفائن أثقالاً لها {وَقَالَ الإنسان} زلزلت هذه الزلزلة الشديدة ولفظت ما في بطنها، وذلك عند النفخة الثانية حين تزلزل وتلفظ موتاها أحياء فيقولون ذلك لما يبهرهم من الأمر الفظيع كما يقولون {مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا} [يس: 52] وقيل: هذا قول الكافر لأنه كان لا يؤمن بالبعث، فأما المؤمن فيقول: {هَذَا مَا وَعَدَ الرحمن وَصَدَقَ المرسلون} [يس: 52] {يَوْمَئِذٍ} بدل من (إذا) وناصبها {تُحَدّثُ} أي تحدث الخلق {أَخْبَارَهَا} فحذف أول المفعولين لأن المقصود ذكر تحديثها الإخبار لا ذكر الخلق. قيل: ينطقها الله وتخبر بما عمل عليها من خير وشر. وفي الحديث: «تشهد على كل واحد بما عمل على ظهرها» {بِأَنَّ رَبَّكَ أوحى لَهَا} أي تحدث أخبارها بسبب إيحاء ربك لها أي إليها وأمره إياها بالتحديث {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ الناس} يصدرون عن مخارجهم من القبور إلى الموقف {أَشْتَاتاً} بيض الوجوه آمنين وسود الوجوه فزعين، أو يصدرون عن الموقف أشتاتاً يتفرق بهم طريقا الجنة والنار {لّيُرَوْاْ أعمالهم} أي جزاء أعمالهم {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} نملة صغيرة {خَيْرًا} تمييز {يَرَهُ} أي ير جزاءه {وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} قيل: هذا في الكفار والأول في المؤمنين. ويروى أن أعرابياً أخر خيراً يره فقيل له: قدمت وأخرت فقال:
خذا بطن هرشي أو قفاها فإنه *** كلا جانبي هرشي لهن طريق
وروي أن جد الفرزدق أتاه عليه السلام ليستقرئه فقرأ عليه هذه الآية فقال: حسبي حسبي، وهي أحكم آية وسميت الجامعة والله أعلم.